العنف والفحش المسلّط ضد المرأة في الفضاء المروري

حاول هذا الكتاب تقديم فكرة مفادها أن العنف يمثل أبرز سمة من سمات علاقات النوع الاجتماعي، التي شرعت للسيطرة والتسلط الذكوري معتمدة في ذلك على منظومة من القيم والعادات والتقاليد تؤدي إلى استبطان مبدأ عدم المساواة والتراتب التفاضلي بين النساء والرجال. ويتخذ العنف المسلط ضد المرأة في الطريق عدة أشكال، تتمثل في العنف اللفظي والمعنوي والجسدي. وقد ذهب مؤلفو الكتاب إلى أن هذا العنف راجع للتنشئة

التربوية والثقافة الاجتماعية المخفية.

تبين في هذه الدراسة العلمية الكتاب أن نسبة 59.1% من المستجوبين يشتمون سائق العربة أحيانا حين يكتشفون أنه أنثى فيوجهون إلى المرأة السائقة عبارات وأوصاف يحتل الكلام البذيء فيها المرتبة الأعلى بنسبة 33.9%. كما يحمل المستجوبون من سائقي العربة مسؤولية حادث المرور للشباب بنسبة 44.3%، تليها النساء بنسبة 42.4% المرأة متهمة

وليس الأمر بالضرورة صحيحا.

ولأن المرأة في الفضاء المروري العام مستهدفة من الرجل بثقافته الذكورية المعتلة المتراوحة بين الموروث العنيف والمكتسب حديثا في المجتمع بفعل التنشئة، فإن مصطلحات الشتم للمرأة لا تكاد تخرج من قاموس نصفه الأسفل الذي يتحكم في نصفه الأعلى إن كان فعلا أعلى لتصبح المرأة السائقة أو المترجلة "****" و"*****" و"*****" و"بهيمة" و جحشة" و"حيوانة" و"متخلفة".... وكان من ينطقها بصوت عال في الشارع والطريق ليس ابن تلك المرأة التي تقود السيارة أو الدراجة النارية في الشارع الآخر الموازي لشارع ممارسة الفحولة على امرأة التزمت عموما بالأخلاق ولم تنزلق ضمن موجة العنف اللفظي والمادي والشتم والثلب والإهانة…..