ما تضمنه هذا الكتاب  "مناهج محدثين" نماذج من ابداعات علماء الامة في مجالي الرواية و الدراية ، و هي غيض من فيض ما بذلوه من جهود مخلصة تدعو الى الانبهار و الاعجاب الشديد .

و هي مؤلفات تتمتع بالقوة و المتانة و العمق اذ يقف وراءها علماء على درجة عالية من الذكاء و الفطنة و حصافة الراي و جودة العقل العقل و كمال الذوق و شفوف الحس و تمام التقوى و الاخلاص لدين الله تعالى و هم و ان كانوا غير معصومين و لا تتمتع منجزاتهم بالقداسة الا انها عصية عن ان ينال منها و من مصنفيها اولئك الطاعنون في السنة الذين اختاروا غير سبيل المؤمنين و الذين يجادلون فيما لا يحسنون بغير علم و لا هدى و لا كتاب منير .

ذلك ا ناهل الحديث جعلهم الله على  ملحظ الخطيب البغدادي (ت463 ه) في "شرف اصحاب الحديث " "اركان الشريعة و هدم بهم كل بدعة شنيعة فهم امناء الله في خلقه و الواسطة بين النبي و امته و المجتهدون في حفظ ملته " اخبر عنهم الرسول الاعظم بانهم "العدول الذين ينفون عن سنته تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تاويل الجاهلين " يطلبون الحق و يدورون معه حيثما دار.

فهذا الخليفة العباسي الخامس هارون الرشيد (ت 193 ه) و هو الثقف المحنك يقول " طلبت الحق فوجدته مع اصحاب الحديث "